قاد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، منذ تولي سموه مقاليد حكم إمارة رأس الخيمة في 27 أكتوبر 2010، بحنكته وقيادته الرشيدة مسيرة مليئة بالإنجازات وضعت رأس الخيمة على الخارطة الدولية، وجعلتها وجهة للاستثمار والأعمال والسياحة والعيش الكريم تماشياً مع نهج دولة الإمارات، في ظل القواعد الراسخة للإدارة وتنويع مصادر الدخل والاقتصاد والتنمية، لتسريع الانطلاقة القوية نحو مستقبل مشرق بخطى واثقة وثابتة، معتمداً في سياسته على صناعة الإنسان الإماراتي وتوفير الحياة الكريمة للجميع.
وخطت إمارة رأس الخيمة خطوات متسارعة نحو تنمية الإنسان وتطوير العمران، بفضل الرؤية الحكيمة لسموه، حيث شهدت رأس الخيمة طفرة تنموية في جميع المجالات والقطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية والثقافية والعمرانية، في ظل متابعة سموه لجميع الخطط التطويرية، التي وضعت الإنسان على رأس أولوياتها، حتى أصبحت رأس الخيمة وجهة مفضلة للمستثمرين بفضل ثرواتها البيئية والطبيعية ورأس المال البشري.
وفي ظل التوجيهات السديدة والقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، تواصل الإمارة مسيرة التنمية الشاملة والنمو الاقتصادي المتميز، مع نظرة مستقبلية مستقرة لاقتصاد الإمارة، وذلك نتيجة زيادة الطلب المحلي والإقليمي على منتجاتها، إلى جانب نمو قطاعها السياحي، ويعزى الاستقرار الاقتصادي الذي تتمتع به رأس الخيمة على مدى الأعوام الماضية إلى امتلاكها محفظة اقتصادية قوية ومتنامية وتمتعها بسجل عريق في الحصافة المالية، وفي تنويع قطاعات النمو الاقتصادي، فضلاً عما تتميز به من استقرار اقتصادي واجتماعي.
وأكد التقرير السنوي الصادر عن وكالة التصنيف العالمية «فيتش»، خلال شهر مايو الماضي، تثبيت التصنيف الائتماني لإمارة رأس الخيمة على المدى الطويل عند المستوى «A»، مع تغيير نظرتها المستقبلية من «مستقرة» إلى «إيجابية».
مشيراً إلى أن تغيير النظرة المستقبلية لرأس الخيمة، جاء استناداً على توقعاتها باستمرار فائض الميزانية العامة فيها، وانتهاج الإمارة إدارة مالية حكيمة ومرنة خلال جائحة «كوفيد 19»، بالإضافة إلى كونها جزءاً من دولة الإمارات التي تحظى بمكانة اقتصادية متميزة على المستويين الإقليمي والدولي، إلى جانب انخفاض معدلات الدين الحكومي.
وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. وخلال مارس 2022، اعتمد صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، مشروع التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت في الإمارة للعام 2023.
والذي يعتبر مصدراً مهماً لفهم احتياجات المجتمع ورافداً أساسياً لاستدامة الخطط التنموية الشاملة في الإمارة وفي مختلف القطاعات، نظراً لدوره الجوهري في وضع الخطط المستقبلية والاستراتيجية للعمل، ومساهمته في ازدهار ونمو مختلف القطاعات الحيوية في رأس الخيمة، بما يتماشى والتوجهات التنموية الشاملة لدولة الإمارات نحو الخمسين عاماً المقبلة.
وشهدت رأس الخيمة خلال أكتوبر الجاري، انعقاد «قمة رأس الخيمة للطاقة» الأولى من نوعها على أرض الإمارة، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، لتحقيق رؤية حكومة رأس الخيمة وتوجهها في استدامة قطاع الطاقة من خلال «استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040»، والحفاظ على البيئة، والإسهام في الجهود الوطنية والعالمية لتحقيق الحياد الكربوني، بما يتوافق مع جهود دولة الإمارات ورؤيتها في هذا المجال.
وانطلاقاً من حرص صاحب السمو حاكم رأس الخيمة على الاهتمام بالرياضة والصحة العامة بوصفهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق جودة الحياة، تستضيف الإمارة عدداً من البطولات الدولية مثل سباق تيري فوكس و«بطولة رأس الخيمة كلاسيك» للغولف، و«نصف ماراثون رأس الخيمة».
التعليم والبحث العلمي
شهدت رأس الخيمة نهضة كبيرة في مجالات التعليم والبحث العلمي، حيث تم إنشاء منطقة «راكز» الأكاديمية التي تقوم بدور رئيسي في تطوير التعليم ونشر مفاهيم تعليمية متقدمة، إذ تحتضن المنطقة الجامعات والكليات العريقة إلى جانب المدارس ومزودي خدمات دعم التدريب والتعليم، وتقوم مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، بتبني الرؤية الإماراتية من خلال دعم طلبة المدارس والجامعات والموظفين من خلال برامج المنح الدراسية، وتقوم مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية بتعظيم رسالة دولة الإمارات الإنسانية.
والمساهمة في الارتقاء بالمنظومة التعليمية الخيرية التي يرعاها صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، لتساهم المؤسسة في تقديم تعليم خيري متكامل من خلال 4 مدارس خيرية تابعة للمؤسسة، استفاد منها أكثر 48172 طالباً وطالبة من 28 جنسية، منذ إنشاء المؤسسة.
وبفضل رؤية سموه، انضمت رأس الخيمة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، في إنجاز يؤكد على الجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات ورأس الخيمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وللارتقاء بمنظومة التعليم الشامل، وضمان إتاحته مدى الحياة للجميع.
وواصل سموه دعم مسيرة البحث العلمي الذي يعتبره «مرتكزاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة» من خلال توجيهات سموه بإطلاق جائزة «الشيخ سعود العالمية لعلم المواد» تمنح لأحد العلماء ممن قدموا إسهامات كبيرة في مجال «علم المواد».
وتأتي هذه الجائزة تقديراً لتشجيع سموه للعلوم والأبحاث العلمية، وحرصه والتزامه الدائمين على تعزيز «علم المواد» في دولة الإمارات والمنطقة والعالم، كما شهدت رأس الخيمة إطلاق طلاب الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة بدعم من سموه أول قمر اصطناعي طلابي للفضاء «مزن سات».
الاقتصاد والتجارة
تلتزم حكومة رأس الخيمة بنهج ورؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في تحسين مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، ويصل عدد الشركات التي تعمل في الإمارة حالياً أكثر 38000 شركة من أكثر من 100 دولة تمارس أعمالها في 50 مجالاً اقتصادياً.
كما بلغ عدد العضويات «الرخص» المسجلة في غرفة تجارة رأس الخيمة خلال فترة تولي سموه 21790 شهادة حتى منتصف أكتوبر الجاري، وعدد العضويات الفعالة (الجديدة والمجددة) 19044، والعضويات النشطة 26378 حتى التاريخ نفسه، وبلغ حجم التجارة الخارجية عبر منافذ رأس الخيمة الجمركية 16.8 مليار درهم لعام 2021، شكلت الواردات 57 % بقيمة بلغت 9.5 مليارات درهم.
والصادرات 35 % بقيمة بلغت 5.9 مليارات درهم، وإعادة التصدير 8 % بقيمة بلغت 1.3 مليار درهم، كما بلغت صادرات أعضاء الغرفة 6 مليارات درهم لعام 2021 بعدد شهادات بلغ، كما تحتضن رأس الخيمة الحفل الختامي لـ «جائزة ستيفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» العالمية.
الميناء والمطار
تشغل موانئ رأس الخيمة، 4 موانئ بحرية، بما فيها ميناء صقر، ومدينة رأس الخيمة الملاحية، المنطقة الحرة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك وصولاً مباشراً للبحر عبر ميناء مخصص، حيث شهدت حركة الاستيراد والتصدير في ميناء صقر، نمواً بمعدل الضعف خلال الأعوام الخمسة الماضية.
كما ناولت موانئ رأس الخيمة نحو 75 مليون طن من البضائع سنوياً، وأضافت عملية التوسع في الميناء التي انتهت عام 2019، اثنين من أرصفة المياه العميقة القادرة على التعامل مع السفن الكبيرة، لتبلغ طاقته السنوية 95 مليون طن، ما يجعله أحد أكبر موانئ المناولة في العالم، وتتعامل المنشآت المتطورة في «موانئ رأس الخيمة» مع مختلف أنواع البضائع، بما فيها البضائع السائبة المجزأة، والعامة، وحاويات الشحن، لتشكل خياراً مثالياً لتدفق البضائع من داخل وخارج دولة الإمارات.
في المقابل، حقق مطار رأس الخيمة الدولي قفزات كبيرة في الآونة الأخيرة، من خلال توقيع المطار العديد من الاتفاقيات مع الخطوط الجوية العالمية لتعزيز ربط الحركة السياحية والسكانية في رأس الخيمة مع مختلف دول العالم، حيث يمكن من خلال الإمارة الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات طيران، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار والعيش والعمل.
السياحة والفندقة
ساهم القطاع السياحي والفندقي خلال مسيرة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي في تحقيق التنمية المستدامة في الدولة، حيث اختيرت رأس الخيمة عاصمة السياحة الخليجية لعامي 2020 و2021، وخلال جائحة «كوفيد 19»، حصلت رأس الخيمة على ملصق الامتثال من «بيرو فيريتاس» كأول مدينة في العالم تحصل عليه، بفضل البيئة الآمنة التي تقدمها للسياح، وأول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة، وتضم رأس الخيمة حالياً 50 فندقاً، ويبلغ عدد الغرف فيها 7896غرفة، وعدد المنشآت الفندقية قيد الإنشاء 19 فندقاً ومنتجعاً ستوفر 5617 غرفة.
المشاريع
وعلى ضفاف مياه الخليج العربي تكتب «جزيرة المرجان» فصولاً جديدة لرؤية عصرية وضعها صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، مع افتتاح المشروع رسمياً في عام 2013.
ضمن 4 جزر اصطناعية تمتد على مسافة 4.5 كيلومترات، لتصبح مركزاً للترفيه والنشاط السياحي ووجهة للاستثمارات العالمية والمحلية، التي أسهمت بتوفير وظائف جديدة وتنشيط الحركة الاقتصادية في قطاعات المقاولات والتطوير العقاري والتجزئة، بالإضافة لجذب الاستثمارات العالمية ورؤوس الأموال ضمن المشاريع الجديدة المزمع افتتاحها قريباً.
ومن ضمن المشاريع الرائدة في الإمارة تأتي «قرية الحمرا» كأول مشاريع رأس الخيمة في مجال التطوير العقاري.
وشهدت توسعات لتصبح مجتمعاً مزدهراً تبلغ مساحته 77 مليون قدم مربع، ويوفر الحياة العصرية لأكثر من 10 آلاف مواطن ومقيم ومستثمر، ويقع مشروع مجتمع الواجهة البحرية الفاخر «ميناء العرب»، الذي طورته شركة رأس الخيمة العقارية، ويتضمن مشاريع سكنية عصرية، بالإضافة لـ2 مليون متر مربع من الأراضي الرطبة الساحلية المحمية، وأكثر من 7000 شجرة تستقبل الطيور المهاجرة.
الخدمات الإلكترونية
وشهدت رأس الخيمة تحت حكم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، تحويل أغلب الخدمات الحكومية من مختلف دوائر حكومة رأس الخيمة إلى خدمات إلكترونية متاحة عبر شبكة الإنترنت، تضمن كل معايير الراحة والأمان العالية للشركات والأفراد.
حيث بلغ عدد الخدمات الإلكترونية 757 خدمة تقدمها البوابة الرسمية لحكومة رأس الخيمة، وعبر التطبيق الذكي «ام راك» عددها 108 خدمات ذكية، بالإضافة لخدمات التحول الرقمي عبر إطلاق بوابة رحلة المتعاملين «إدارة عقاراتي» في بلدية رأس الخيمة، وإطلاق منصة الدفع الرقمي الجديدة لحكومة رأس الخيمة «راك باي» والربط الإلكتروني بين شرطة رأس الخيمة ومحاكم رأس الخيمة.
والربط بين نظام المراسلات لشرطة رأس الخيمة مع نظام المراسلات لحكومة رأس الخيمة «طرش» لضمان التواصل اللا ورقي عبر الجهات الحكومية، وإطلاق تطبيق التوقيعات الرقمية والإلكترونية للمحاكم والنيابة.
وفي عام 2015، بدأت رأس الخيمة في تنفيذ أبرز مشاريعها التاريخية بترميم الجزيرة الحمراء، والتي تعتبر واحدة من آخر المدن التي كان يعمل سكانها في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والإبحار في الخليج العربي، وبالتعاون مع وزارة شؤون الرئاسة، تم ترميم أكثر من 100 مبنى وقلعة وبرج مراقبة والعديد من المساجد، وتحتضن قرية الحمراء فعاليات مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية والتي احتفلت في العام الماضي بدورتها الحادية عشرة.