وبهذه المناسبة، أكد الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي أن مركز رأس الخيمة للتوحد يُشكل منصة مهمة للإسهام في الجهود الرامية إلى إعادة تـأهيل وتدريب الأطفال ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع على النحو الأمثل انطلاقاً من الرؤية السديدة للقيادة الإماراتية الرشيدة الهادفة إلى تقديم سبل الدعم كافة لأصحاب الهمم بمختلف فئاتهم ومراحلهم العمرية لضمان حياة كريمة لهم ومستقبل مشرق يحققون خلاله أحلامهم وطموحاتهم ويسهمون بإيجابية في مسيرة البناء والتنمية التي تشهدها الدولة في المجالات كافة.
وأضاف الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي أن رأس الخيمة تبذل جهوداً متواصلة للمشاركة بإيجابية في تنفيذ السياسات والإستراتيجيات اللازمة لدعم وتمكين هذه الفئة بما يسهم في رفع مشاركتهم المجتمعية عبر توفير بيئة داعمة تكفل لهم كافة الحقوق، وتوفر لهم سبل الرعاية والعناية التي يستحقونها كمكون مهم وأساسي في النسيج المجتمعي الإماراتي.
ومن جهتها، ثمّنت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، الجهود الحثيثة لقيادة دولة الإمارات، وتوجيهاتها الدائمة لتوفير جميع السبل الكفيلة بتحقيق الرعاية والتأهيل والتمكين لأصحاب الهمم، وفق أحدث الخطط وأفضل الأدوات التي تضمن تعزيز فرص دمجهم وإظهار استقلاليتهم ومشاركتهم الفاعلة في مختلف الأنشطة الأسرية والمجتمعية، لافتة معاليها إلى الدعم الذي يقدّمه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة رأس الخيمة، لفئة أصحاب الهمم تحديداً، من خلال المتابعة الدائمة، وبالمبادرات المستدامة، وتبني المشاريع النوعية، والحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات التي تدعم هذه الفئة وتعزز فرص نجاحها وتمكينها.
وقالت معاليها: إن افتتاح الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي رئيس دائرة الخدمات العامة برأس الخيمة "مركز رأس الخيمة للتوحد" التابع لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، والذي يعمل تحت مظلة ترخيص وإشراف وزارة تنمية المجتمع، يُجسد محطة مضيئة في مسيرة عطاء دولة الإمارات عموماً، وإمارة رأس الخيمة على وجه الخصوص، لهذه الفئة المهمة والتي تحتاج دعماً مؤسسياً ومجتمعياً ووطنياً بشكل استثنائي، مشيرة معاليها إلى أن "مركز رأس الخيمة للتوحد" يشكّل إضافة نوعية للجهود التنموية التي تبذلها وزارة تنمية المجتمع في هذا المجال، حيث أن هناك 7 مراكز حكومية على مستوى الدولة تتبع الوزارة وتقدم خدمات تأهيل ورعاية نوعية لأصحاب الهمم، منها مركز رأس الخيمة لأصحاب الهمم، الذي يوفر خدمات متكاملة، تشمل فئة التوحد، من خلال الجلسات الفردية، والتربية الخاصة، والعلاج الوظيفي، وتأهيل اضطرابات اللغة والكلام، وتعديل السلوك.
وكشفت معالي حصة بنت عيسى بوحميد أن نسبة أصحاب الهمم من فئة التوحد على مستوى الدولة هي 13%، بواقع 3127 شخصاً من مجموع فئات أصحاب الهمم الــ11، حيث وصل عدد أصحاب الهمم في دولة الإمارات إلى 23662 شخصاً من المواطنين والمقيمين، وذلك حتى نهاية العام الماضي 2019، منهم 8531 إناثاً و15131 ذكوراً، ويُشكّلُ المواطنون من أصحاب الهمم ما نسبته 56.8%، إذ يبلغ عددهم 13456 شخصاً، في حين يبلغ عدد أصحاب الهمم في إمارة رأس الخيمة وحدها 1752 شخصاً ذكوراً وإناثاً.
وقالت سعادة سمية حارب السويدي أن مركز رأس الخيمة للتوحد أسهم منذ تأسيسه في العام 2006 في تقديم باقة من الخدمات المتخصصة للأطفال التوحديين في الجوانب التعليمية والتربوية والتأهيلية وفقاً لأحدث المعايير المتبعة، لافتةً إلى أن دمج المركز مع مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية في العام 2017 شكّل خطوة مهمة في سبيل تمكينه من تقديم خدمات أكثر تميزاً اعتماداً على مجموعة واسعة من أفضل التقنيات والبرامج المصممة لمساعدة المصابين بالتوحد على تطوير التفاعل الاجتماعي واللغوي والبصري.
وأضافت حارب أن افتتاح المبنى الجديد بالمركز من شأنه دعم الجهود المبذولة بغية تقييم وتشخيص حالات التوحد بشكل متخصص ووضع الخطط الكفيلة بتطويرها، فضلاً عن الكشف المبكر عن حالات التوحد والحد منها عن طريق تقديم خدمات التدخل المبكر بما ينمي قدرات الأشخاص في مختلف المهارات، وتقديم الخدمات التربوية والتأهيلية والتشغيلية للطلاب بما يحقق الاستقلال والاعتماد على الذات ويرفع مستوى المشاركة والاندماج المجتمعي.
ويقدم مركز رأس الخيمة للتوحد خدماته للأطفال في الفئات العمرية من 5 إلى 14 عام، وذلك بما يشمل الحالات المسجلة في المركز والحالات الخارجية التي تتلقى الخدمات في البيت. ومع افتتاح المبنى الجديد سيتمكن المركز من تقديم خدمات التدخل المبكر لاستقبال الحالات منذ مرحلة الولادة إلى عمر 5 سنوات، علاوة على برامج التأهيل المهني والتشغيلي للمرضى من عمر 14 إلى 20 عام لكي يتم دمجهم في الحياة العملية بشكل أفضل.
ويضم المبنى الجديد لمركز رأس الخيمة للتوحد 12 غرفة صفية، ومبنى خاص للتدخل المبكر يحتوي على 6 غرف صفية، ومسبح، ومسرح، وصالة رياضية، وساحة ألعاب خارجية، ويتوفر في المركز مجموعة كبيرة من أنواع التدخل التي يتم الاستعانة بها التدخل العلاجي الطبي تشمل العلاج السلوكي، والعلاج بالفن، والعلاج بالعمل، والعلاج باللعب، والعلاج الحركي.
كما يعتمد المركز باقة من المناهج الدراسية المتخصصة التي ترفد الطلاب بمجموعة من الخبرات والمهارات والمفاهيم المعدة لأصحاب الهمم لمساعدتهم على النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي واكسابهم قدرات ومهارات إضافية.
ويضم مركز رأس الخيمة للتوحد العديد من الأقسام مثل قسم التشخيص والتقييم المعني بتقديم التشخيص الأولي للطلاب الجدد لتحديد مستوى الأداء لديهم فضلاً عن التقييم النفسي والتربوي. فيما يقوم قسم الخدمات النفسية والاجتماعية بالتواصل مع أولياء أمور الطلبة في مختلف مراحل عملية التأهيل لتعزيز دورهم خلال مختلف مراحل العلاج والتأهيل.
ويُعنى قسم الخدمات الصحية بالكشف الطبي الدوري عن حالة الطلبة والصحية وتوفير الخدمات الطبية الأساسية لهم. ويختص قسم علاج اضطرابات النطق واللغة بطوير القدرات اللغوية، وتنمية القدرات التواصلية المتمثلة في النطق والفهم والتعبير اللفظي وغير اللفظي. ويركز قسم العلاج الوظيفي على تنمية المهارات الحركية اللازمة للتعامل مع متطلبات العملية التعليمية في المركز.
كما يضم المركز قسم التربية الخاصة لمساعدة الطلاب على زيادة التركيز والانتباه وزيادة التفاعل الاجتماعي والبصري واللغوي والعناية بالذات والاعتماد على النفس في جميع مجالات الحياة اليومية. وتدريب الطلاب القابلين على التعلم من أجل دمجهم في المدارس من خلال خطة تربوية وتعليمية.
ويختص قسم التأهيل المهني بالطلاب الذين تتجاوز أعمارهم 14 عام وحتى 20 عام لتدريبهم على الأعمال المختلفة التي تسهم في اندماجهم المجتمعي.